فمِن عَلامَةِ أحَدِهِم أنَّكَ تَرى لَهُ قُوَّةً
في دِينٍ، وحَزماً في لِينٍ، وإيماناً في يَقينٍ، وحِرصاً في عِلمٍ، وعِلماً في
حِلمٍ، وقَصداً في غِنى، وخُشوعاً في عِبادَةٍ، وتَجَمُّلاً في فاقَةٍ، وصَبراً في
شِدَّةٍ، وطَلَباً في حَلالٍ، ونَشاطاً في هُدىً، وتَحَرُّجاً عَن طَمَعٍ، يَعمَلُ
الأعمالَ الصّالِحَةَ وهُو على وَجَلٍ، يُمسي وَهَمُّهُ الشُّكرُ، ويُصبِحُ
وَهَمُّهُ الذِّكرُ، يَبِيتُ حَذِراً، ويُصبِحُ فَرِحاً؛ حَذِراً لِما حُذِّرَ مِن
الغَفلَةِ، وفَرِحاً بما أصابَ مِن الفَضلِ والرَّحمَةِ»([290]).
الطرق الموصلة إلى التقوى
هذه الرتبة العالية الشريفة التي يطمع فيها كل العقلاء لن ينالها أحد إلا
من خلال التمسك بمنهجية مرسومة من قبل الشارع المقدس ولذا نرى أن نبوّب هذه الطرق
لتسهل معرفتها والأخذ بها: