responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ومضات السبط (ع) نویسنده : الفتلاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 113

الوهميات

وهي القضايا الوهمية الصرفة، وهي قضايا كاذبة([216])، ولكي نقف على هذا المطلب نحتاج إلى مقدمة فنقول:

أخرج الله تعالى الإنسان من بطن أمه وهو لا يعلم شيئاً، إلا أنه يملك حواساً ظاهره كحاسة السمع والبصر والذوق واللمس فيستخدم هذه الحواس في بيئته فيحس بالأشياء ويتأثر بها ويحصل عنده علم نتيجة استخدامه لهذه الحواس، ويسمى (العلم الحسي) وهو أول درجات العلم وهذا ما يؤكده الله سبحانه وتعالى:

(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ([217]).

ثم يحفظ هذه الصورة التي أدركها بالحس في ذهنه فينسب بعضها إلى بعض كقوله (هذا أطول من ذاك) أو يؤلف بعضها مع بعض فتكون عنده صوراً لا واقع لها في الخارج، فهذا الحفظ أو التأليف يسمى (العلم الخيالي) ثم يتجاوز إدراك المحسوسات إلى إدراك أمور ليست هي من جنس المحسوسات كحبّ الغير له وحبه لغيره أو بغض الغير له أو بغضه لغيره وهذا يسمى (بالعلم الوهمي) يحصل عليه الإنسان بقوة الوهم.

للوهم معنيان تارة يراد منه ما يقابل الظن وهو: أن تحتمل مضمون الخبر أو عدمه مع ترجيح الطرف الآخر، وأخرى: يراد منه تصوير الأمور غير المحسوسة تصويراً محسوساً فترتكز هذه الصور في ذهنه حتى تستفحل وتتحول إلى قضايا ثابتة في النفس لا يمكن رفضها حتّى مع قيام البرهان على خلافها وقد تتحول إلى معتقدات يصعب زوالها، ولكي نوضح هذا الأمر بالمثال نقول: نجد الإنسان لا يقبل الاجتماع مع ميت


[216] منطق المظفر: ج3.

[217] سورة النحل، الآية: 78.

نام کتاب : ومضات السبط (ع) نویسنده : الفتلاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست