أمّا فيما يتعلّق بالفقرة رقم (5) وهي زيارة الناحية المقدّسة:

فإنّ هذه الزيارة من الزيارات المنسوبة إلى الإمام المهدي# للإمام الحسين كبقية زيارات أئمّة أهل البيت* له ولكنّها تميّزت عنها باحتوائها على أسماء لشهداء الطفّ وأسماء من قتلهم.

وقد نقل هذه الزيارة من العلماء المتقدّمين الشيخ المفيد والسيّد المرتضى وابن المشهدي([98]) وابن طاووس([99])، وبعد هؤلاء الأعلام نقلها العلماء المتأخّرون، كالمجلسي في البحار والنوري في مستدرك الوسائل وعباس القمي في نفس المهموم وآخرين([100])، حتى تسالم في مؤلّفات الشيعة أنّ هناك زيارة تسمّى زيارة الناحية، تنسب إلى الإمام الثاني عشر من أئمّة أهل البيت* ألا وهو الإمام المهدي المنتظر#.

[98] هو الشيخ الجليل السعيد أبو عبد الله محمد بن جعفر بن علي المشهدي الحائري، المعروف بابن المشهدي، هذا الرجل من أجلّاء العلماء من السلف الماضين واعتمد الأصحاب على كتابه، وهو الأصل في عدّة من الأدعية والزيارات... قال عنه المحدّث الحرّ العاملي: «كان فاضلاً محدّثاً صدوقاً». كتاب المزار للشيخ ابن المشهدي، مقدّمة التحقيق لجواد الفيومي الأصفهاني: ص5.

[99] هو السيّد علي بن موسى بن طاووس العلوي الحسني، ينتهي نسبه إلى الحسن المثنى، ولد سنة 589هـ وتوفّي في بغداد 5 ذي القعدة سنة 664هـ واختلف في مدفنه، فبعض يذهب إلى أنّه دفن في الحلّة وبعض يذهب إلى أنّه دفن في النجف، له مؤلّفات كثيرة منها: فلاح السائل، والملهوف على قتلى الطفوف، والإقبال وغيرها.

[100] أعيان الشيعة: ج8 ص219؛ بحار الأنوار: ج98 ص317، المزار الكبير لابن المشهدي: ص496 ـ 519؛ مصباح الزائر: ص198.