بعضهم إلى أنّ عددهم هو (40) شهيداً، كما يذكر ذلك ابن شهر آشوب في مقتله([85])، ويقول محمد بن أبي طالب والخوارزمي: إنّ عددهم نيّف على الخمسين([86]).

وكذلك اختلفوا في عدد المستشهدين مبارزة، فمع أنّ الكثير يذهب إلى أنّ من استشهد مبارزة لا يتجاوز الأربعين، يذهب اليافعي في مرآة الجنان إلى أنّهم كانوا اثنين وثمانين مبارزاً([87]). ويبدو أنّ اليافعي حينما يذكر هذا القول يرسله أرسال المسلّمات من دون تعريض، وهذه الرواية تقديرية سوف تعيننا على معرفة العدد الذي كان مع الحسين(علیه السلام) بعد ذلك.

أمّا فيما يتعلّق بالفقرة (4) وهي كتب المقاتل القديمة

من الأدلّة التي ذكرها العلماء، وهي كتب المقاتل القديمة، والتي رصدت هذا الحدث الأليم ونقلته الينا، وأقصد بكتب المقاتل القديمة تلك التي لم يفصلها عن واقعة كربلاء إلاّ سنوات قليلة، وبعبارة أخرى، الواسطة فيها لنقل المعلومة لم تتعدّى في معظم صورها وأشكالها الشخص أو الشخصين، كمقتل الفضيل بن الزبير، وأبي مخنف، وآخرين، وسأحاول بتوفيق من الله تعالى التركيز على مقتل الفضيل بن الزبير دون غيره من كتب المقاتل لقدمه، حيث توفّي صاحبه في سنة 148هـ ، كما يؤكّد على ذلك.

[85] مقتل ابن شهر آشوب: ج4 ص114.

[86] مقتل الخوارزمي: ج2 ص1؛ بحار الأنوار: ج45 ص12، نقلاً عن محمد بن أبي طالب.

[87] مرآة الجنان: ج1 ص144.