جهود العلماء

ومن هنا بذل علماؤنا الماضون ومحقّقونا وما زالوا، في هذا الطريق ـ وإن قلّ ما نجده في الوقت الحاضر ـ الجهد الكبير من أجل تسليط الضوء على هذه الأسماء وجمعها من بطون الكتب المخطوطة، ودراستها ومقارنتها ببقية النسخ الأخرى، لمعرفة المكرّر منها والمصحّف وما شاكل ذلك، كلّ هذا من أجل الخروج ـ كما تقدّم في ذكر آرائهم ـ بنتائج مُطَمْئِنة يمكن الركون إليها، سواء كانت هذه الأسماء من أهل البيت أم من الأصحابy.

وقد استدلّوا في الوصول إلى هذه النتائج، حسب فهمي، بمجموعة من الأدلّة لا تخرج عمّا سنذكره إلاّ نادراً:

1. الروايات التي تتحدّث عن العدد الذي خرج به الحسين من المدينة أو من مكّة أو الذي كان معه في الطريق إلى العراق، أو حينما نزل في كربلاء يوم الثاني من المحرّم، أو كان معه يوم التعبئة وهو يوم العاشر من المحرّم.

2. الروايات التي تحدّثت عن عدد الرؤوس المقطوعة بعد واقعة الطفّ والمحمولة على أطراف الرماح.

3. الروايات التي تحدّثت عن عدد المستشهدين في الحملة الأولى، والمستشهدين مبارزة بعد ذلك.

4. بعض كتب المقاتل القديمة المعاصرة للحادثة، أو التي جاءت بعدها بمدّة وجيزة، كمقتل الفضيل بن الزبير.

5. زيارة الناحية وما حوته من أسماء الشهداء، وتسليم الإمام المهدي عليها