لِدة الحسين عليه السلام

يذهب بعض العلماء ـ استناداً إلى بعض المؤشرات ـ أن الشهيد الكربلائي لِدة الحسين(علیه السلام)، يقول السيد محمد مهدي بحر العلوم: وما جاء في كلام الطبري، وبعض المؤرخين، من أن عبد الله بن يقطر رضيع الحسين(علیه السلام)، ليس له صحة، بل كانت أُمّ عبد الله بن يقطر حاضنة للحسين(علیه السلام)، وكان لِدة الحسين(علیه السلام)، واللِّدة بكسر اللام الذي ولد مع الإنسان في يوم واحد([513]).

فخر اقتران ولادة الشهيد بولادة الحسين عليه السلام

إن لمن دواعي الفخر والاعتزاز الكبيرين لدى الإنسان، أن يقترن مولده مع مولد إنسان عظيم كسيد الشهداء(علیه السلام)، بل وتأتي ولادته في نفس المكان الذي ولد فيه(علیه السلام)، ومن ثم تقترن حياته مع حياته منذ اللحظات الأولى مكاناً وزماناً، فلا ينادى إلا بلِدة الحسين(علیه السلام)، وفي ظل هذا الجو يكبر الشهيد الكربلائي ويدرج، فلا يطرق سمعه إلا صوت الحسين(علیه السلام) والاطهار من أهل بيته ويلْعب ويمرح فلا يبصر أمامه إلا طفلاً صغيراً يتحرك في بيت، ينزل فيه الوحي، وتتلى فيه آيات الله ليلاً ونهاراً ومهداً له يهزه جبرئيل، ويشب الشهيد في هذه الأجواء الإيمانية والوجوه الربانية، فتمتلئ عينه وقلبه ومشاعره من حب الحسين(علیه السلام)، ومن ثم يكون كظله الذي يتحرك معه، فلا يضع قدمه إلا حيث يضعها الحسين فماذا ترى يمكن ان يأخذ مثل هذا الإنسان وهو يعيش مع رفيق معصوم نزل القرآن الكريم بمدحه والثناء عليه([514]).

[513] الفوائد الرجالية للسيد محمد مهدي بحر العلوم: ج4 ص32 الهامش رقم (1).

[514] كما في آية التطهير، وآية المودة، وآية المباهلة، وآية الإطعام وغيرها.