ولقد كان والد الشهيد مفتخراً بهذه الخدمة النبوية وبهذه التسمية الإيمانية، فكان يفرح ويطرب إذا ما نودي عليه بخادم رسول الله’ ولقد اكتسب نتيجة هذه الخدمة وهذا الشرف مكانة كبيرة بين اصحاب رسول الله، بل بين المسلمين في كل زمان ومكان حيث تحول إلى قدوة للمؤمنين يهتدون بهداه ويسيرون على خطاه.

والدة الشهيد والخدمة في بيت علي عليه السلام

نقل السيد البرقي في كتابه القيِّم تاريخ الكوفة ان والدة الشهيد عبد الله بن يقطرt كان اسمها >ميمونة<، وكانت خادمة في بيت الإمام أمير المؤمنين(علیه السلام)، حيث عاشت في هذا البيت الذي كانت السماء ترعاه، والملائكة تغشاه، حيث بيت النبوة وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة ، ومهبط الوحي، وأهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا، فنهلت من آدابهم وأخلاقهم وعلومهم لا سيما من سيدتها الزهراء÷ والتي غرست في نفسها معاني الكمال والفضيلة، فكانت بدرجة عالية من التقوى والزهد والورع.

ويبدو أن بقاءها في بيت الإمام لم يكن لمدة محدودة، بل كان وجودها منذ نشوء البيت في أيامه الأولى، ولهذا يُنقل كما في تاريخ الكوفة أنها ولدت الشهيدة عبد الله بن يقطر قبل ولادة الحسين(علیه السلام) بثلاثة أيام وكانت حاضنة له([483]). ولا شك ان هذا الحضن لو لم يكن طاهراً وطيباً، لم يهيئه الله سبحانه وتعالى لإحتضان سيد شباب أهل الجنة، الذي كانت ترعاه يد السماء منذ أن وطئت أقدامه هذه الدنيا.

[483] تاريخ الكوفة للسيد البرقي: ص322.