وكرامته المتمثّلة بالموقف العظيم والكريم الذي وقفوه مع أبي عبد الله الحسين(علیه السلام)، وبتقديري أنّ ذلك درس لنا جميعاً لكي نتعامل مع الشريعة الإسلامية وأحكامها على هذا الأساس، فلا نفرّط بما لا مجال للتفريط به، ولا نتمسّك في نفس الوقت بالقشور وندع اللبّ يسقط إلى الأرض ويداس في الأقدام.

6. التركيبة المتميّزة لأصحاب الحسين عليه السلام

لقد ضمّت هذه الثلّة المباركة الطفل الصغير والشيخ الهرم الكبير، والمرأة والرجل، كما ضمّت من جهة أخرى الفقهاء والوجوه وذوي المراكز الاجتماعية والعلمية العالية، كحبيب بن مظاهر، ومسلم بن عوسجة الفقيه، وبرير بن خضير القارئ، وأنس بن الحارث، وغيرهم.

كما ضمّت هذه التركيبة المتميّزة مجموعة من النساء، حيث نالت الشهادة امرأة، وهي أمّ وهب.

كما ضمّت من جهة ثانية التعدّدية الجغرافية إن صحّ التعبير، فهناك البصري والكوفي والمدني والمكّي، والحضري والأعرابي، والتركي والزنجي و... و... و.

كما ضمّت المعروف في ولائه وإخلاصه كحبيب بن مظاهر، والعثماني الهوى كزهير بن القين، والخارجي كسعد بن الحرث، والمسيحي كوهب.

هذه التركيبة في العقيدة لم توجد لها سابقة في أصحاب أُحد، ومن ثم فقد صارت هذه التركيبة الإلهية الفائقة الإتقان تذوب فيها كلّ الفوارق الأخرى من أجل أن تعطي صورة رائعة من الشمولية العالمية في الانتساب والانتماء.