نام کتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف نویسنده : الصمياني، حيدر جلد : 1 صفحه : 215
أجداد
الشهيد
لقد تمتّع الشهيد الكربلائي بأجداد عرفوا عند العرب بأنّهم من كبار
الشخصيات وأصحاب المنزلة الاجتماعية الكبيرة، حتى أنّ الجاحظ وهو يتحدّث عن سعد،
الجدّ الثاني للشهيد، يقول: قال ابن الكلبي: من الأشراف سعد الأثرم بن حارثة بن
لأم، أخو أوس بن حارثة بن لأم، وكان شريفاً نبيهاً»([412]).
سعد
الأثرم جد الشهيد الكربلائي
ولقد وصلت أسرة الشهيد وأجداده إلى درجة من الشهرة عند العرب، من حيث الكرم
والجود والسخاء والشجاعة وسائر الأخلاق الفاضلة، ممّا أدّى إلى أن تشرئبّ عنق ملك
الحيرة يومها، النعمان بن المنذر، إلى أن يخطب منهم زوجة له، وفعلاً خطب من سعد
(جدّ الشهيد) ابنته فرعة، فتزوّجها وصاهر هذه الأسرة وقرّبها اليه ومنحهم الكثير
من المنزلة والحبوة عنده، وكان من جملة الأمور التي اهتمّ بها سعد هو أن يكون
سبّاقاً إلى الخير ومساعدة الناس وإجارتهم، فلم يكن ليرضى لنفسه أن يجير أحدٌ من
الناس أحداً وهو قادر على الإجارة ولا يفعل. أمّا اذا أجار أحدهم أحداً من الناس
على أرضه أو في بيته أو في أيّ مكان تصل اليه يده ولم يكن هو المجير، فذاك اليوم
سيكون يوم حزنه وألمه، وسيشعر أنّ في هذا من المهانة له لا يرضاه أبداً، فيقول أبو
فرج الأصفهاني في الأغاني وهو يتحدّث عن حاتم وعلاقته ببني لأم([413])
قائلاً :