وهي في المال والنفس واللسان
والقلب بالعفو والدعاء والإخلاص والوفاء والتخفيف وترك التكلف والتكليف، وتجمعها
ثمانية أمور:
الأول: المال، وله مراتب
ثلاث:
أولها: وهي أدناها أن تنزله
منزلة عبدك وخادمك في القيام بحوائجه وأموره من دون أن تحوجه إلى سؤال.
الثانية: وهي أوسطها أن تنزله
منزلة نفسك وترضى بمشاركته إياك في مالك.
الثالثة: وهي أعلاها أن تؤثره
على نفسك وتقدم حاجته على حاجتك، قال تعالى: ((وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ
بِهِمْ خَصاصَةٌ))[639]، وقال السجاد عليه السلام لرجل: هل يدخل أحدكم
يده في كم أخيه وكيسه فيأخذ منه ما يريد من غير إذن؟ قال: لا. قال: فلستم بإخوان[640].
[640]
أنظر: المحجة البيضاء، الفيض الكاشاني: 3/320، كتاب آداب الصحبة والعشرة، الباب
الثاني في حقوق الأخوة والصحبة، الحق الأول. كتاب الإخوان، ابن أبي الدنيا: 205،
في سخاء النفس بالبذل للإخوان. وفيه النص: "عن عبد الله بن الوليد، قال: قال
لنا أبو جعفر محمد بن علي: يدخل أحدكم يده في كم صاحبه ويأخذ ما يريد؟ قلنا: لا،
قال: فلستم بإخوان كما تزعمون.