روي عن الباقر عليه السلام قال:
قام رجل بالبصرة فقال: يا أمير المؤمنين اخبرنا عن الإخوان؟ فقال عليه السلام:
الإخوان صنفان: إخوان الثقة، وإخوان المكاشرة. فأما إخوان الثقة فهم الكهف والجناح
والأهل والمال، فإذا كنت من أخيك على حد الثقة فابذل له مالك وبدنك وصاف من صافاه
وعاد من عاداه واكتم سره وعيبه وأظهر منه الحسن، واعلم أيها السائل أنهم أقل من الكبريت
الأحمر[627]. وأما إخوان المكاشرة
فإنك تصيب لذتك منهم فلا تقطعن ذلك منهم، ولا تطلبن ما وراء ذلك عن ضميرهم، وابذل
لهم ما بذلوا من طلاقة الوجه وحلاوة اللسان[628].
وعن الصادق عليه السلام قال: قال أمير
المؤمنين عليه
السلام:
لا عليك أن تصحب ذا العقل، وإن لم تحمد كرمه، ولكن انتفع بعقله واحترس من سيئ أخلاقه،
ولا
[627]
الكبريت: معروف، وقولهم: أعز من الكبريت الأحمر، إنما هو كقولهم: أعز من بيض
الأنوق. ويقال: ذهب كبريت، أي: خالص.
لسان العرب، ابن منظور: 5/ 130، مادة "كبر".
[628]
أنظر:الكافي،الكليني:2/ 248ــ249،كتاب الإيمان والكفر،باب في أن المؤمن صنفان/ح3.