ولنفتح الباب بما رواه في مصباح الشريعة عن الصادق عليه السلام.
قال: قال الصادق عليه السلام: إذا أردت الحج فجرد قلبك لله تعالى من
كل شاغل وحجاب كل حاجب، وفوض أمورك كلها إلى خالقك، وتوكل عليه في جميع ما يظهر من
حركاتك وسكناتك، وسلم لقضائه وحكمه وقدره، وودع الدنيا والراحة والخلق، واخرج من
حقوق تلزمك من جهة المخلوقين، ولا تعتمد على زادك أو راحلتك وأصحابك وقوتك وشبابك
ومالك مخافة أن يصير ذلك عدواً ووبالاً، فإن من ادعى رضاء الله واعتمد على ما سواه
صيره عليه وبالاً وعدواً ليعلم أنه ليس له قوة وحيلة ولا لأحد إلا بعصمة الله
وتوفيقه.
فاستعد استعداد من لا يرجو الرجوع، وأحسن الصحبة، وراع أوقات فرائض
الله وسنن نبيه وما يجب عليك من الأدب والاحتمال والصبر والشكر والشفقة والسخاوة
وإيثار الزاد على دوام الأوقات.