قال[443]: وأما صلاة العيدين[444] فأحضر في قلبك أنها
يوم قسمة الجوائز، وتفرقة الرحمة وإفاضة المواهب على من قبل صومه وقرباته وقام بوظائفها
فأكثر من الخشوع في صلاتك والابتهال إلى الله تعالى فيها وقبلها وبعدها في قبول
أعمالك والعفو عن تقصيرك، واستشعر الحياء والخجلة من حيرة الرد وخذلان الطرد، فليس
ذلك اليوم بعيد لمن لبس الجديد، وإنما هوعيد من أمن الوعيد، وسلم من النقاش
والتهديد، واستحق بصالح أعماله المزيد فاستقبله بما استقبلت به يوم الجمعة من الوظائف
وأسباب التهيؤ للإقبال بالقلب على ربك والوقوف بين يديه، عسى أن تصلح للمناجاة
والخضوع لديه، ولا تجعل فرحك فيه بما لم تخلق لأجله من متاع الدنيا، بل بكثرة
عوائد الله فيه على من عامله بمتاجر الآخرة[445].
[445] أنظر: أسرار الصلاة، الشهيد الثاني:
210 ــ 211، أسرار صلاة العيد ووظائفها. أسرار العبادات، الفيض الكاشاني: 169 ــ
170، الباب السادس في سائر الصلوات، الصلوات المفروضة، صلاة العيدين. الحقايق في
محاسن الأخلاق، الفيض الكاشاني: 245 ــ 246، الفصل الحادي والعشرون صلاة العيدين.
جامع السعادات، النراقي: 3/ 361، فصل ما ينبغي في صلاة الجمعة والعيدين.