قال
أبو حامد: وأما النية فاعزم على إجابة الله في امتثال أمره بالصلاة وإتمامها،
والكف عن نواقضها ومفسداتها، وإخلاص جميع ذلك لوجه الله رجاءً لثوابه وخوفاً من
عقابه وطلباً للقربة منه، متقلداً للمنة بإذنه إياك في المناجاة، مع سوء أدبك
وكثرة عصيانك.
وعظم
في نفسك قدر مناجاته، وانظر إلى من تناجي وكيف تناجي وبماذا تناجي، وعند هذا ينبغي
أن يعرق جبينك من الخجل وترتعد فرائصك[326] من
الهيبة ويصفر وجهك من الخوف[327].
الفصل
السابع عشر: في التكبير
ومعناه «الله أكبر من كل شيء»[328]، أو «من أن يوصف»[329] أو أن يدرك بالحواس[330]، أو أن يقاس بالناس[331].[332]
[326] ارتعدت فرائصه واصطكت
فرائص الملائكة:هي جمع فريصة،وهي:اللحمة بين جنب الدابة وكتفها.
مجمع البحرين،
الطريحي: 3/ 385، مادة "فرص".
[327] أنظر: إحياء علوم الدين،
الغزالي: 1/159، كتاب أسرار الصلاة ومهماتها، بيان تفصيل ما ينبغي أن يحضر في
القلب عند كل ركن وشرط من أعمال الصلاة. أسرار الصلاة، الشهيد الثاني: 117 ــ 118،
أسرار أركان الصلاة وآدابها، الفصل الثاني في المقارنات، في وظائف النية و
أسرارها. أسرار العبادات، الفيض الكاشاني: 113 ــ 114، الآداب المعنوية لسائر مقدمات
الصلاة و أفعالها، الآداب المعنوية للنية. الحقايق في محاسن الأخلاق، الفيض
الكاشاني: 234، الفصل العاشر النية في الصلاة. جامع السعادات، النراقي: 3 / 347،
فصل النية.
[328]
الكافي، الكليني: 1/ 118، كتاب التوحيد، باب معاني الأسماء واشتقاقها/ ح9.