«واما حق ولدك فتعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره وإنّك مسؤول عمّا وليته من الأدب والدلالة على ربّه والمعونة له على طاعته فيك وفي نفسك فمثاب على ذلك ومعاقب فاعمل في أمره المتزين بحسن أثره عليه في عاجل الدنيا المعذر إلى ربه في ما بينك وبينه بحسن القيام عليه والأخذ له ولا قوة الا بالله»[554].

4- أثر التعليم والتربية

هناك الكثير من الآيات والروايات التي حثت على طلب العلم والمعرفة وبينت قيمته وقدره وأهميته؛ لأنّ تحقيق مجتمع إسلامي يكون عندما يتمّ إيجاد نظام مبتن على أساس القيم الإسلامية والإنسانية والأخذ في نظر الاعتبار جميع القيم الاعتقادية والتربوية والتعليمية حينها يتحقق السلم والأمن والاطمئنان للفرد والأسرة والمجتمع، سواء كان على الصعيد المادي أو المعنوي في الدنيا أو الآخرة، وتلك بشارة الإسلام التي وعد بها وتشملهم الهداية الإلهية نتيجة ما تعلموه من المباني النظرية، ثمّ طبقوا ذلك عملياً في مراحل لاحقة، لأنّ تلك الثقافة تكون بمثابة الحصن المنيع أمام الأفكار الهدامة والإلحادية، ووسيلة ناجعة لمقاومة الأهواء والإغواءات، فلم ينهزموا أمامها ولم يستسلموا لها، فراعوا حدود الله بكل دقة «النفس الكريمة لا تؤثر فيها النكبات» وكلّ ذلك رهن النجاح في التربية والتعليم.