responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقيلة قريشٍ آمنة بنت الحسين (س) الملقبة بسكينة نویسنده : الحلو، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 144

التي لا مثلها رزية.

أيّها الناس، فأيّ رجالاتٍ منكم يُسرّون بعد قتله؟ أم أيّ فؤاد لا يحزن من أجله؟ أم أيّة عين منكم تحبس دمعها وتضنّ عن انهمالها؟ فلقد بكت السبع الشداد لقتله، وبكت البحار بأمواجها، والسماوات بأركانها، والأرض بأرجائها، والأشجار بأغصانها، والحيتان في لجج البحار، والملائكة المقرّبون، وأهل السماوات أجمعون.

أيّها الناس، أيّ قلب لا ينصدع لقتله؟ أم أيّ فؤاد لا يحنّ إليه؟ أم أيّ سمع يسمع بهذه الثلمة التي ثُلمت في الإسلام ولا يُصم؟ أيّها الناس، أصبحنا مشرّدين مطرودين مذودين شاسعين عن الأمصار كأنّنا أولاد ترك وكابل، من غير جرمٍ اجترمناه، ولا مكروه ارتكبناه، ولا ثلمةٍ في الإسلام ثلمناها، ما سمعنا بهذا في آبائنا الأوّلين إنْ هذا إلاّ اختلاق، والله لو أنّ النبيّ تقدم إليهم في قتالنا كما تقدم إليهم في الوصية بنا لما زادوا على ما فعلوا بنا، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون من مصيبةٍ ما أعظمها وأفجعها وأكظّها وأفظّها وأمرّها، وأفدحها، فعند الله نحتسب ما أصابنا، وما بلغ بنا، فإنّه عزيز ذو انتقام»[198].

هذه هي وصية الإمام عليه السلام لشيعته بملازمة الحزن وتجدّده عند ذكر سيّد الشهداء عليه السلام، وما ينبغي لهم، فكيف بحال أخته الطاهرة السيّدة آمنة عليها السلام وغيرهنّ من الفاطميات؟!


[198] مقتل الحسين عليه السلام للمقرم: ص374.

نام کتاب : عقيلة قريشٍ آمنة بنت الحسين (س) الملقبة بسكينة نویسنده : الحلو، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست