2- عبادته عليه السلام

كان الإمام الحسن العسكري عليه السلام أعبد أهل زمانه، وأخلصهم في طاعة الله، وكان يحيي لياليه بالصلاة، وتلاوة القرآن والسجود لله تبارك وتعالى، فقد قال محمد الشاكري[63] يصف عبادته عليه السلام: (كان أستاذي أصلح من رأيت من العلويين، والهاشميين، كان يجلس في المحراب ويسجد، فأنام وأنتبه وأنام، وهو ساجد) [64].

ومما يدلّ على شدة اهتمامه بالعبادة وتطوعه لها ما ورد في صفة صلاته عليه السلام كما قال الراوندي: (صلاة الزكي عليه السلام ركعتان، في كل ركعة >الْـحَمْدُ< مرّة، و>قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ< مائة مرّة، ويصلّي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم مائة مرّة)[65].

3- سخاؤه وكرمه عليه السلام

لقد جُبل الإمام الحسن العسكري عليه السلام على الخير ومحبة الناس وصلتهم، فكان من أسخى الناس، وأنداهم كفّاً، وكان بارّاً بالمسلمين محسناً لهم فما قصده أحد في حاجة إلّا قام بقضائِها، فقد روي عن أبي هاشم الجعفري قال: شكوت إلى أبي محمد عليه السلام الحاجة،... فأخرج خمسمائة دينار، فقال: يا أبا هاشم: «خذ واعذرنا»[66].

[63] محمد الشاكري: يكنّى أبا عبد الله وهو شاكري – خادم – أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام ، رجال الطوسي: الطوسي، 444.

[64] الغيبة: الطوسي، 217 + دلائل الإمامة: ابن رستم الطبري، 227.

[65] الدعوات: الراوندي، 95.

[66] أصول الكافي: الكليني، 1 / 583.