روى جلال الدين السيوطي[327] «أخرج ابن
أبي حاتم عن مقاتل قال: إن الأغنياء كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيكثرون
مناجاته, ويغلبون الفقراء على المجالس, حتى كره النبي صلى الله عليه وسلم طول
جلوسهم ومناجاتهم, فأمر اللهُ بالصدقة عند المناجاة, فأمّا أهل العُسرة فلم يجدوا
شيئا وكان ذلك عشر ليال, وأمّا أهل الميسرة فمنع بعضهم ماله وحبس نفسه, الا طوائف
منهم جعلوا يقدمون الصدقة بين يدي النجوى ويزعمون أنه لم يفعل ذلك غير رجل من
المهاجرين من أهل بدر فأنزل الله {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ
نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ}[328] الآية»!.. وروى الهيثمي[329]
سبب النزول ونسبه لسعد بروايته فقال: «قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا
نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ}[330] عن سعد يعني ابن أبي وقاص قال ونزلت
فيّ {يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ
يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً}[331] فقدمتُ شعيرة فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم إنك
[324] الدر المنثور - جلال الدين السيوطي
- ج 6 - ص 185.