(19) ووليُّكم من بعدي!!

نقل المتقي الهندي عن ابن مردويه في كنز العمال[279] والزرندي الحنفي[280] «عن علي قال: لمّا نزلت هذه الآية (وانذر عشيرتك الأقربين) دعا بني عبد المطلب وصنع لهم طعاماً ليس بالكثير فقال: كلوا بسم الله من جوانبها فإن البركة تنزل من ذروتها، ووضع يده أولهم فأكلوا حتى شبعوا، ثم دعا بقدح فشرب أولهم ثم سقاهم فشربوا حتى رووا، فقال أبو لهب: لقد سحركم، وقال (النبي): يا بني عبد المطلب! إني جئتكم بما لم يجئ به أحد قط، أدعوكم إلى شهادة إن لا إله إلا الله وإلى الله وإلى كتابه، فنفروا وتفرقوا، ثم دعاهم الثانية على مثلها، فقال أبو لهب كما قال المرة الأولى، فدعاهم ففعلوا مثل ذلك ثم قال لهم ومد يده: من يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووليكم من بعدي؟ فمددت وقلت: أنا أبايعك, وأنا يومئذ أصغر القوم عظيم البطن، فبايعني على ذلك، قال: وذلك الطعام أنا صنعته»..

قلت:إن المحدثين الذين نقلوا الرواية كأنهم تحالفوا على حذف كلمة واحدة من ثلاث كلمات قالها النبي صلى الله عليه وآله في هذه الحادثة! فالنبي قال «من

[276] كنز العمال - المتقي الهندي - ج 13 - ص 149.

[277] نظم درر السمطين- الزرندي الحنفي – ص83.