ثورة المدينة وابن الزبير.

وللوقوف على سر التباين في موقفي الإمام السجاد عليه السلام لابد من معرفة اتجاهات الثائرين.

اما ثورة المدينة فإن الذين قاموا بها لم يكن لهم ارتباط بأهل البيت عليهم السلام وقد سبق للإمام الحسين عليه السلام ان دعاهم إلى الثورة ضد الحكم الأموي فلم يستجب له منهم احد، كما ان لابن الزبير يداً طولى فيها اذ كان احد اهم قادتها عبد الله بن مطيع العدوي احد انصار ابن الزبير المهمين، ومن ثم فإن الثورة اذا كتب لها النجاح فهي تصب في صالح عبد الله بن الزبير احد اشد اعداء اهل البيت عليهم السلام، وحيث ان الثورة مصيرها الفشل مسبقاً لعدم أهلية المدينة لمواجهة جيوش الشام، قرر الإمام السجاد الخروج إلى ينبع، وقد أثمر موقف الإمام السجاد عليه السلام تمكنه من انقاذ ما يزيد على خمسمائة عائلة من بطش جيش الشام.

اما ابن الزبير فإنه ومنذ نعومة اظفاره كان مبغضاً لأهل البيت عليهم السلام ناصباً لهم العداء وكان احد رموز جيش الناكثين في واقعة الجمل، ولما انتهت اليه الأمور في العراق والحجاز صلى اربعين جمعة لم يذكر النبي صلى الله عليه وآله بغضاً لبني هاشم.

اما المختار رضوان الله عليه فإن شعار ثورته كان العمل بالكتاب والسنة وسيرة أمير المؤمنين عليه السلام والثأر لأهل البيت عليهم السلام، فلذا كان الإمام