الحقوق الاجتماعية في عهد أمير المؤمنين عليه السلام

وفي عهد أمير المؤمنين عليه السلام عاد المنهج الإسلامي في التعامل على أساس المساواة بين افراد المجتمع إلى الواقع العام، الا ان اعادة المساواة الاجتماعية كانت تواجه اعتراضاً شديداً من قبل الزعامات القبلية التي كانت منتفعة جداً من قانون التمييز الطبقي، وقد دفع هذا الاعتراض جملة من زعماء القبائل إلى التخاذل عن قتال أهل الشام وتخذيل قبائلهم والتعامل مع معاوية بعد ذلك ضد الإمام الحسن عليه السلام[202].

وكان أمير المؤمنين عليه السلام نصب لإدارة أمور الولايات أناساً يثق بهم ولكنه مع ذلك لم يكن يترك متابعتهم، بل كان شديد المتابعة لشؤونهم حتى اذا أحس بظهور ثروة عند أحدهم عزله عن عمله بعد ان يجري التحقيقات اللازمة لضمان عدم تلاعبه بالأموال العامة.

وكان عليه السلام اذا شكت الرعية عاملها وأحس منه سوء ادارة عزله عن عمله ضماناً لرعاية حقوق الرعية؛ لأن المنصب في نظر أمير المؤمنين عليه السلام مسؤولية اضافية على عاتق من تولى المنصب لا انه وسيلة لرفاهية العيش والعبث بأموال الناس وامنهم.

ولم يدرك الناس الأبعاد العظيمة للمساواة حتى فقدوا عدل أمير المؤمنين

[202] تحف العقول ص185، الايضاح ص285، امالي المفيد ص176، امالي الطوسي ص192ح331ـ 33، مناقب ال ابي طالب ج1ص365، حلية الأبرار ج2ص283، 257، البحار ج32ص48، شرح النهج ج2ص203، الإمامة والسياسةج1ص174.