كانت ثورة التوابين وشهادة سليمان رضوان الله عليه واصحابه وعدم وفاء عبد الله بن مطيع للكوفيين بما وعدهم به، عاملاً مساعداً للتذمر الشعبي وبخاصة مع بقاء حالة التمييز الطبقي التي أعادها بنو امية إلى النظام الاقتصادي بعد تسلط معاوية على الحكم وسار عليها ابن الزبير بعد سيطرته على الكوفة، وهذه الظروف مجتمعة هيأت المجتمع الكوفي لقبول الثورة ضد آل الزبير، وكان المختار يدعوللرضا من آل محمد عليهم السلام سراً داعياً إلى العمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسيرة أمير المؤمنين عليه السلام والأخذ بثأر الإمام الحسين عليه السلام فأجابه الشيعة والموالي إلى ما دعاهم اليه، وبعد ان تهيأت ظروف الثورة اعلن المختار ثورته واندلعت المعارك بين انصار آل الزبير وهم عمدة من شارك في قتال الإمام الحسين عليه السلام وانصار المختار وهم الشيعة والموالي وانتهت المعارك لصالح قوات المختار وتمت له السيطرة على الكوفة ثم بسط نفوذه على الموصل ولكن بقيت البصرة تحت سلطة آل الزبير وكان الوالي عليها مصعب بن الزبير، وبعد سيطرة المختار التامة على الكوفة سار في اهلها بسيرة أمير المؤمنين عليه السلام وتتبع قتلة الإمام الحسين عليه السلام وقضى عليهم جميعاً بحيث لم يبق شخص ممن شارك في المعركة ممن نالته يده الا قضى عليه.

ب ـ طبيعة الثورة

الهدف المعلن للثورة والذي نص عليه عقد البيعة العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله والثأر لأهل البيت عليهم السلام: