ضيف في بيت خالد

بقي خالد بعد حادثة المسجد أياما لا يخرج من بيته، لان حال زوج أخته الصحية كانت في تدهور مستمر، فكان يخطو كل يوم نحو الموت خطوة، مما استدعى وجود خالد إلى قربه باستمرار للقيام برعايته ومداراته، ولاستقبال الضيوف الذين لم ينقطعوا عن زيارتهم ليلا ولا نهارا، ولكن ضيف ليلة الجمعة كان مميزا.

كانت الساعة التاسعة ليلا، دقت باب بيت خالد، فتحت الباب، دخلت إلى البيت عائلة أم فاطمة، وأم فاطمة هي الأخت الثانية لخالد، والتي كانت تسكن في محافظة أخرى بحكم عمل زوجها أبي فاطمة، والذي كان يعمل مهندسا في حقول النفط.

استقر الجميع في غرفة استقبال الضيوف، نظرت أم فاطمة إلى زوج أختها المريض وهو ممدد لا يعي شيئا ولا يتحرك، نشجت وبكت وبكى معها أغلب الحاضرين، ثم أخذوها خارج الغرفة لتهدئتها، وخرج معها زوجها، نظر خالد إلى ابنة أخته فاطمة وقال: (هيا لنذهب نحن أيضا إلى الحديقة ونترك المريض ليرتاح).