الخاتمة

كان بيت أسامة في هذا اليوم يعيش حالة الهيجان فالأقرباء مجتمعون، وأناس يصعدون وآخرون ينزلون، وجماعة منهم مجتمعون في الحديقة يتناقشون أمور الحياة بصوت عال، يصحبها بعض الضحكات تارة، وبعض عبارات السخرية تارة ثانية، وتارة ثالثة يتحزب كل منهم إلى رأيه فيؤيده فريق ويعترض عليه فريق آخر، وكأنهم في حلبة مصارعة.

خرجت أم أسامة من المطبخ ونادت أسامة وهو في غرفته: (هيا يا أسامة استعجل فبيت عروسك في الانتظار وقد تأخرنا، هيا أسرع فالجميع في انتظارك).

نزل أسامة من غرفته فاستقبله الحاضرون، بعضهم بالترحيب، وبعضهم بالأهازيج، والنساء من كل طرف يزغردن[430]، وهنّ يرمينَ فوق رأسه قطع الحلوى، والأطفال بين أرجل الحاضرين يجمعون ما تناثر هنا وهناك من قطع الحلوى.

[430] زغردت المراة: رفعت صوتها ورددته بلسانها في فمها محدثة صوتا يشبه الصفير عاليا، وهذا الصوت يطلق في الأعراس ونحوها، ويسمى في اللهجة العامية بالهلهلة وله أسماء أخرى.