المرتضى لم ينكر حضورهم الحقيقي، أو قال بالتأويل الذي ذهب إليه المفيد وتلميذه المرتضى[360].

وكلمات العلماء كثيرة في رفض التأويل الذي ذهب إليه هذان العلمان، منها ما ذكره العلامة المجلسي 5[361]، وما ذكره الحسن بن سليمان الحلي الذي ألف كتابا خاصا لرد هذا التأويل أسماه Sالمحتضر[362]R، وما ذكره الفيض الكاشاني[363]، وغيرهم الكثير ممن يطول ذكرهم.

أسامة: (إن الشيخ المفيد صرح بأنه ليس الوحيد الذي يذهب إلى تأويل هذه الأحاديث، وان محققي النظر من الإمامية في عصره هم أيضا على نفس قوله

[360] قال السيد نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية ج4 ص210 ط. تبريز: (ولم يذهب أحد من الأصحاب إلى تأويل هذا ولا إلى إنكاره. نعم، ذهب سيدنا الأجل علم الهدى ــ تغمده الله برحمته ــ إلى تأويله... والعجب منه كيف ارتكب تأويل هذه الأخبار الكثيرة مع أن بعضها من جهة صراحته في المطلوب غير قابل للتأويل لهذا الدليل العقلي).

[361] قال العلامة المجلسي في بحار الأنوار ج6 ص202 بعد ان ذكر خمسة أوجه خامسها للسيد المرتضى: (ولا يخفى أن الوجهين الأخيرين بعيدان عن سياق الأخبار، بل مثل هذه التأويلات رد للأخبار، وطعن في الآثار).

[362] قال الشيخ الحسن بن سليمان الحلي في المحتضر ص17: (هبك علمت أن شرط الرؤية في هذا العالم اتصال الشعاع من الرائي إلى المرئي فمن أين لك أن هذا الحكم يجري بعد الموت في عالم البقاء؟! والله سبحانه يقول: Sوَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْء مُقْتَدِراً R، ويقول: Sوَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَR، وقد جاء في الحديث عنهم عليهم السلام: Sلا تقدر عظمة الله تعالى على عقلك فتهلك، فقدرته سبحانه بلا كيف ولا يحيط بها العلمR...).

[363] قال الفيض الكاشاني في علم اليقين ج2 ص856: (إن هذه الرؤية إنما تكون في النشأة البرزخية لا الحسية، وإن ذلك حقيقة لا تجوز فيه).