الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًاR هم الأئمة +[170].

وعليه فلا استغراب من أن يكون المقصود بالبيوت في قوله سبحانه Sفِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّه أَنْ تُرْفَعَ ويُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهR هم أشخاص أهل البيت لا بيوتهم المبنية من حجر وطين).

لعل المراد بالبيت في الآية بيت النسب

فاطمة: (أود أن أضيف أن البيوت في الآية ربما يراد منها بيت النسب فقد شاع بين العرب والعجم التعبير عن الأنساب الكريمة والاحساب الشريفة بالبيوت[171]،

[170] روى الشيخ الكليني في الكافي ج1 ص425: (عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام فِي قَوْلِه: Sوأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّه فَلا تَدْعُوا مَعَ الله أَحَداًR قَالَ هُمُ الأَوْصِيَاءُ).

وروى العلامة المجلسي في بحار الأنوار ج23 ص331: (كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: محمد بن العباس عن محمد بن أبي بكر عن محمد بن إسماعيل عن عيسى ابن داود النجار عن موسى بن جعفر عليه السلام في قوله عز وجل: Sوأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداR قال: سمعت أبي جعفر بن محمد عليه السلام يقول: هم الأوصياء والأئمة منا واحدا فواحدا فلا تدعوا إلى غيرهم فتكونوا كمن دعا مع الله أحداً...).

وقد علق الفيض الكاشاني على هذه الأحاديث وأوضح مقاصدها في (الوافي ج3 ص896) حيث قال: (السجود الخضوع يعني أن اللَّه سبحانه كنى بالمساجد عن الأوصياء وجعلهم لله لأن اللَّه أمر عباده بأن يخضعوا لهم طاعة لله عز وجل وتقربا إليه « فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً » أي فلا تشركوا به بأن تخضعوا لغيرهم بدون أمره أو تجعلوهم آلهة معه).

[171] قد استعمل أهل اللغة لفظ البيت في عدة معانٍ، فقد أطلقوا البيت على شرف النسب قال ابن منظور في لسان العرب ج2 ص15: (وبَيْتُ العرب: شَرَفُها، والجمع البُيوتُ ... والبَيْتُ من بُيُوتات العرب: الذي يَضُمُّ شَرَفَ القبيلة... وفلانٌ بَيْتُ قومِه أَي شَريفُهم... وبَيْتُ الرجلُ: امرأَتُه، ويُكْنى عن المرأَة بالبَيْتِ... ابن الأَعرابي: العرب تَكْني عن المرأَة بالبَيْت... الجوهري: البَيْتُ عِيالُ الرجل).