الإستراتيجية العليا لعاشوراء.

وهذه ميزة فريدة اختصت بهذه المعركة فكانت كما هي عاشوراء فريدة في كل جزئياتها بما فيها الإستراتيجية العسكرية وما تضمنته من تكتيك وهجوم ودفاع، فضلاً عن استخدام الحرب النفسية والإعلامية والعقدية فكانت أنموذجاً فريداً.

وهو ما نحاول الوقوف عنده ودراسته وتحليله وبيانه كي يلمس القارئ هذه الحقائق العلمية والدروس والأفكار والوسائل التي استخدمها الإمام الحسين عليه السلام في معركة الطف لتحقيق هدفه الذي أعلن عنه قبل البدء في المعركة، فقال عليه السلام:

«إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً، ولا مفسداً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي».

إذن:

الإستراتيجية العليا عند الإمام الحسين عليه السلام إصلاح الأمة الإسلامية؛ وذلك لتفشي الفساد فيها وانحسار المعروف وتولي المنكر في جميع مرافق الحياة مما تطلب منه إعداداً خاصاً لتحقيق هذا الهدف الذي شمل مجموعة من الوسائل والآليات فكانت من بينها الحرب العسكرية التي تجلت فيها كذاك الحرب العقدية والفكرية والنفسية والاجتماعية والإعلامية وذلك من خلال مجموعة من الأدوات وهي:

1 - إظهاره عليه السلام للأسباب والعوامل التي أدت بتراجع الأمة وانحراف