إنّ لكل معركة بين جيشين توجد مجموعة مقومات يتم جمعها مسبقا وآنيا لغرض الوصول إلى هدف الجيش المقاتل، وهذه المقومات الموصلة إلى هدف الجيش تسمى بالإستراتيجية العسكرية؛ أما التي ينجزها الجيش من خلال المعركة فتحقق ما أرادته السلطة الحاكمة فهو الإستراتيجية العليا.

بمعنى: تسعى السلطة أو الدولة إلى تهيئة جميع الظروف والعوامل من أجل تحقيق الهدف الأسمى وهو النصر الذي يحقق السلم والأمان والاستقرار وهذا الهدف تسخر السلطة من أجله كل الإمكانيات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية.

ولذلك:

(فإن على الإستراتيجية العليا أن تقدر وتضاعف الإمكانيات الاقتصادية والقدرة البشرية بقصد دعم الوحدات المقاتلة، علاوة على دعم القوى المعنوية، لأن أهمية تقوية إرادة الرجال وشخصيتهم تعادل أهمية الحصول على القدرة المالية.

والإستراتيجية العليا تتولى أيضا تنظيم وتوزيع الأدوار والقوى بين مختلف