إلاّ أنهم، في الوقت نفسه لم يختلفوا عن الباحثين في تصورهم حول وجود علاقة ما بين الوسائل العسكرية والأهداف السياسية للدولة، أي بمعنى آخر، وجود العلاقة بين الإستراتيجية العسكرية والإستراتيجية العامة، حيث يجدون أن الإستراتيجية العسكرية يجب أن تنطلق من فهم الإستراتيجية العامة وترتكز على منطلقاتها المبدئية والسياسية في التصور وفي الحلول.

من هذه الرؤية انطلقوا ليؤكدوا بأن الإستراتيجية العسكرية ولدت في رحم الإستراتيجية العامة، وبذلك يذهبون في التوكيد على اشتراك وتفاعل القوانين العسكرية والسياسية اشتراكاً عميقاً، وخدمة القوانين العسكرية في جوانب أساسية القوانين السياسية وتحقيقها عن هذا الطريق، وهي على طول الخط في خدمة التفكير السياسي)[11].

المسألة الثانية: مفهوم الإستراتيجية

في الوقت الذي يبقى معنى الإستراتيجية وتعريفها مرهوناً بالحرب ومتعلقاتها فإن تعدد الثقافات وتغيير المفاهيم وتعددها أعطى للإستراتيجية مفهوماً آخر غير مفهومها العسكري.

إذ (مع أن كلمة (إستراتيجية) بحد ذاتها ذات أصل أغريقي، فإن مفهومها يظهر في الثقافات كافة، في المراحل الزمنية كلها، كالمبادئ الصلبة حول كيفية التعامل مع الأحداث المحتومة في الحرب، وكيفية وضع الخطة الأفضل، وكيفية

[11] الإدارة الإستراتيجية، تأليف: د. هشام عبد الله الغريري: ص24 - 27.