ولذا: نجدهم اختلفوا في بيان العدد الحقيقي لأصحاب الإمام الحسين عليه السلام، وما هو عدد الفرسان والرجالة، فضلاً عن أن بعض هذه المصادر أشارت إلى أن الإمام الحسين عليه السلام ابتدأ بنظام الهجوم الجماعي، أو كما عبّر عنه (بالحملة الأولى) وما تبعها من خسارة كبيرة في عدد الأصحاب الذين استشهدوا كما يروي السيد المقرم رحمه الله:

(فما انجلت الغبرة إلاّ عن خمسين صريعاً).

وعليه:

كيف يذهب هذا العدد من الشهداء مع قلة الناصر، ومخالفة ذلك لخبرة الحرب عند العرب قبل الإسلام وبعده، فضلاً عن مخالفته لسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقيادته العسكرية حينما كان يواجه الكثرة من الأعداء بالقلة من المسلمين - كما أسلفنا - .

وعليه:

فوجود هذا العدد من الفرسان الذي نصت عليه رواية أبي مخنف والطبري وغيرهما تكشف عن عدم صحة وقوع الحملة الأولى؛ بل: إن مفهوم الحملة الأولى ومصداقه وقع في هذا الوقت تحديداً لجماعة الفرسان الذين حملوا في كل جانب يقاتلون جيش السلطة الأموية.

2 - إن نظام القتال لهؤلاء الفرسان في الحرب كان يعتمد على نظام الصف المستقيم مع ترك فواصل بين الفرسان للحركة والمقاتلة والمطاعنة في الهجوم على الأعداء.