ولقد رأى ستالين: أن الإستراتيجية تستهدف كسب الحرب، وعرفت العسكرية الأمريكية الإستراتيجية العسكرية بأنها: (فن وعلم تطوير واستخدام القوات المسلحة لتحقيق أهداف السياسة العسكرية سواء باستخدام القوة أو التهديد أو الاثنين معا).

تتجلى من التعاريف أعلاه، النظرة العسكرية البحتة لمفهوم الإستراتيجية، على أنها نظرية استخدام المعارك.

وعلى وفق ذلك، رفض الباحثون في الإستراتيجية أن يعدوا الاشتباك الوسيلة الوحيدة للوصول إلى هدف الحرب نظراً لتطوير أشكال القتال وعدم اقتصاره على المعارك الحاسمة وضمن هذه النظرة عرف القائد الألماني (فون مولتكه) (Von Molitke) الإستراتيجية بأنها: (فن الاستخدام الواقعي للوسائل الموضوعة تحت تصرف القائد العسكري لتحقيق أهداف الحرب).

وقد اكتشف الباحثون في هذا المجال أن أهداف الإستراتيجية هي ليست الحرب ولأن الأخيرة هي غاية الدولة، وإنما تستخدم الدولة الحرب لتحقيق أهداف سياساتها التي تؤثر عليها قيود مختلفة.

وعلى ذلك، يكون من غير المنطقي إبقاء تعريف الإستراتيجية ضمن الحدود الضيقة لنظرية الحرب وعدم إمكانية تحقيق الأهداف السياسية إلا من خلال الوسائل العسكرية بدون استخدام الوسائل المختلفة للقوة، لذا لم تعد التعاريف السابقة شاملة للمتغيرات التي تتعامل معها الإستراتيجية بمعناها الأوسع.

هكذا تطورت الإستراتيجية العسكرية وتوسع مفهوم الإستراتيجية لتتحول