الجفاء، والخشونة والوعورة في الجانب الآخر، ومن له أدنى معرفة بأخلاق الناس، وعوائدهم يعرف ذلك)[88].

وهذه الشواهد والنصوص تثبت حقيقة تغلغل ظاهرة الاستقلاب في النص التاريخي منذ القرن الأول للهجرة النبوية وإلى يومنا هذا، وإن الناس انساقوا لتلك الطلبات من حيث يشعرون أو لا يشعرون، إلى قلب السنة النبوية بجميع دقائقها والتي أصبحت ظاهرة حقيقة، بل وسمة أساسية من سمات الإسلام؛ فقد تفرق المسلمون بفعل هذه المناهج والظواهر التي أسسها السلف وسار عليها الخلف فأصبحوا بفعل ذلك ثلاثاً وسبعين فرقة كلها هالكة إلا فرقة واحدة.

وهي التي رفضت تلك الطلبات ولم تركع لتلك الرغبات رفضت الباطل فسميت بالرافضة.

وما هذه الحرب التي تشن قديماً وحاضراً على شيعة أهل البيت عليهم السلام إلاّ لكونهم لم ينقادوا لتلك الطلبات في قلب النص النبوي والتاريخي، بل وقلب السنة المحمدية.

فتم التنكيل بهم والتحذير منهم كي لا يكتشف الناس حقيقة السلف.

ومن بين تلك الحقائق: قلب حادثة سد الأبواب وما ورد فيها من نصوص نبوية وتاريخية تنص على اختصاصها بعلي عليه السلام.

فاستقلبت هذه الحادثة بفعل تلك الأوامر والطلبات التي صدرت من الولاة وأهل الإفتاء؛ وهو ما سنتناوله في المبحث الآتي.