المسألة الأولى: ظاهرة الاستقلاب يعرضها القرآن ضمن السنن التاريخية عند الأمم السابقة

إن أول الشواهد على ظاهرة الاستقلاب في النص التاريخي ورد في القرآن الكريم وذلك أن القرآن قد تناول جانباً كبيراً من حياة الأمم السابقة لاسيما حياة الأنبياء عليهم السلام ومجريات التبليغ في تلك الساحات البشرية ابتداءً من آدم عليه السلام وانتهاءً بالمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.

ولو تأملنا في القرآن الكريم وفيما قدمه من شواهد تاريخية على ظاهرة الاستقلاب لدى الأمم السابقة لاحتجنا إلى بحث مستقل يتناول أسباب هذه الظاهرة ودواعي نشوئها وإفرازاتها وتأثيراتها على سير التبليغ الرسالي للأنبياء عليهم السلام فضلاً عن النتائج التي انتهت بها هذه الأمم فكانت سنة تاريخية تفضي على المتأملين والباحثين بخزينها الإرشادي والاجتماعي والسلوكي.

ولعل حوادث وسيرة بني إسرائيل تكفي لعرض هذا الأنموذج الحياتي والسلوكي وما نتج عنه من آثار سلوكية وعقدية في مجتمع بني إسرائيل مما جعله مادة خصبة للبحث الاجتماعي والسلوكي والتاريخي.

وعليه: يعرض القرآن الكريم أنموذجاً من هذه الظاهرة في مجتمع بني