أباحوا بمستنِّ النِّزال دماءكم *** *** بمسنونةِ الغربينِ مرهفة الحدِّ[374]
وهنا أيضاً استعمل الشاعر فعل الأمر (أثرْها) وأكده بالضمير وذلك لبيان شدة الطلب والحث على أخذ الثأر بقوة وسرعة.
وقال الشاعر محمد مال الله: (من الطويل)
فأغرقْه في بحر العذابِ مُعجِّلاً *** *** عليه فقد ذابت من الفرقة المهجْ
فكم شنّ في الإسلام غاراتِ بَغيهِ *** *** إلى حيث ألقى الدينَ في منتهى الحرجْ[375]
فقد وظف الشاعر هنا فعل الأمر (أغرقْ) للطلب والدعاء من الله سبحانه وتعالى للتعجيل بالانتقام من الذين حرفوا الدين. وقال الشاعر صالح الكواز: (من السريع)
أغثْ رعاك الله من ناصر *** *** رعيةً ضاقَ عليها القِفارْ
فهاك قلِّبها قلوب الورى *** *** أذابها الوجدُ من الانتظارْ[376]
وهنا وظف الشاعر فعل الأمر الذي خرج عن معناه الأصلي إلى معنى (الرجاء) طالباً من الإمام الحجّة / إنقاذ الرعية، التي أذابها ألم الفراق والانتظار.
النفي
وهو "أسلوب نقض وإنكار يستخدم لدفع ما يتردد في ذهن المخاطب"[377] "وكذلك يستعمله الشاعر لدفع ما يتردد في ذهن المتلقي من أمور كان يعتقد
[374] معجم شعراء الحسين: 76.
[375] ديوان مال الله: 106-107.
[376] أروع ما قيل في محمد وأهل بيته: 646.
[377] المخزومي، (د. مهدي): في النحو العربي نقد وتوجيه، منشورات المكتبة العصرية، بيروت، ط1، 1964م: 246.