ورد الحديث المبارك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بألفاظ مختلفة ومواقف وأزمنة متباينة يذكر فيها الرسول الكريم قضية سدّ الأبواب إلا باب علي عليه السلام ويحاول في كل مرة إلفات العقول إلى كنه السر المكنون لعلهم يحيطون به علماً وينجون به تمسكاً، ويصلون إلى درجات الرقي الديني والحضاري تيقناً.

ولا يكاد مصدر من المصادر الإسلامية - وعلى اختلاف فرقهم وجماعاتهم المتقدمة والمتأخرة - أن يخلو من حلاوة هذا الحديث المبارك، فقد ورد بطرق وتوثيقات مختلفة، حتى وصلت حد التواتر وذكره كثير من الأعلام، منهم:

قال ابن جبر: إن هذا الحديث رواه الفقيه الشافعي من ثمانية طرق[10].

قال السيوطي في كتاب شد الأثواب في سدّ الأبواب: قد ثبت بهذه الأحاديث الصحيحة بل المتواترة أنه صلى الله عليه وآله وسلم منع من فتح باب شارع إلى ال‌مسجد، ولم يأذن في ذلك لأحد... إلا لعلي[11].

[10] - نهج الإيمان: ص 437.

[11] - شد الأثواب: ص 59.