responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 72

اللغة بوصفها وسيلة لاستكناه الدلالة او المزج بين اتجاهين القديم والحديث[109]", فمسألة التصوير الحسي منغرسة في فكر الشاعر النجفي وهي جزء من النمو الحسي لديه، وقد كان للانفعال الذي استقاه الشعراء النجفيون من البيئه أثر في تكوين الصور الحسية لديهم، وربما كان باعث الصورة الحسية عندهم هو الالم والحزن الذي جرى في وعي العقل الجمعي، بسبب قضية الحسين (عليه السلام) الممتدة اثارها في عروق الزمن حتى يومنا هذا، فكلما ذكرت قضية الحسين زاد تدفق نبض الحزن، فالبيئة النجفية غيمة شعرية حزينة عائمة في فضاء الاحساس الانساني، ولعلاقتها الوطيدة بقضية الحسين (عليه السلام) فانه كلما طرق الشاعر باب الرثاء الحسيني كلما تلونت كلماته بالوان الوجدان الروحي المختلفة، فأدى ذلك الى انبثاق صور وجدانية حسية حزينة، وهذه مهيمنة في الشعر النجفي الحسيني، تأمل قول الشاعر[110]:

هذا بقاؤك بالخلود مرصع *** في كل منعطف اباؤك يصدع

يا سيد الشهداء هذه صرختي *** ضاقت اسى ولفيض عفوك تطمع

ما كدت أكتب في شغاف همسة *** الا ذوت وبجمر قلبي تهجع

فالشاعر ينتمي الى بيئة نجفية كانت الصورة عنده مشبعة بفيض الوجدان، وتتحدث عن ثقل الحزن الذي يحمله,فثمة علاقة بين البيئة واحساس الشاعر، فقد نما نصه برفقة وحدة حيوية، أي شعور تغلغل بانسجام راسما صورا حسية، بان منها النداء الحزين والمعاناة والشكوى، وكانت تلك بداية لعلاقات دلالية إذ أصبح الصوت مملوءاً بالشجن، فالصورة الحسية انتقلت من المشهد الحسي المرسوم بالصورة البصرية الى صورة حسية صوتية، أسست لصورة حركية لونية بان منها لون النار والرماد معا، ذلك


[109] قراءة في الشعر النجفي المعاصر: مدرسة النجف الاشرف ودورها في اثراء المعارف الاسلامية: 200 وما بعدها.

[110] عندما تتمتم عيون المغفرة: 58

نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست