responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 7

مقدمة اللجنة العلمية

لم تُعد القصيدة الشعرية لوناً من ألوان الترفيه النفسي، أو غرضاً من أغراض الترف الوجداني، أو توجهاً من توجهات الفن الاجتماعي الذي تستذوقه المنتديات الأدبية في سهراتها المعروفة أو ضمن فعالياتها العامة، أو هو استمتاعٌ بقدرة الشاعر على مشاهداته الغزلية أو وصفياته الخمرية، بل عادت القصيدةُ الشعرية تستهدف الوجدان وتستثير النزعات الانسانية في الشعور المخبوء تحت وطأة الواقعة، أو تفزع الحس لتستنهضه من ركامات الجمود والرتابة الى فاعليةٍ تستدرُ فيها دواعي القوة، أو نوازع الثأر، أو تستفز الذاكرة يوم تستيقظ مفزوعة من صوت الناعي وهو يتهادى بين هذه الصورة وتلك الحادثة فتستمع الى «صور» المأساة يوم ادخرتها لوحةٌ تمتدُ بامتدادات الزمن المثقل بهذه المشاعر المحفّزة الى استنفار كل القوى لمتابعة الحدث ومن ثم الصورة، ولعل واقعة الطف بألوانها الحمراء القانية تسهم في ابتكار هذا الابداع الشعري الذي لم تألفه أغراض القصيدة العربية آنذاك والتي كانت تقدّم صورة الأطلال المندرسة بذكرياتها الأليمة، أو تستعرض صور المغازي بهمجياتها الدموية، أو تستجلب عواطف امرأة في الغزل مرة أو التشبيب مرة أخرى، وهكذا تتراوح القصيدة الشعرية قبل واقعة الطف بين هذه الأغراض غير المنتجة، في حين تتصاعد إمكانيات الابداع في القصيدة الحسينية مع تصاعد الأَعداد النفسي للشاعر وهو يستعرض ما وقع على شخوص واقعة الطف بين جسدٍ مرضوض، أو رأسٍ على القنا مرفوع، أو خيامٍ تلتهب بنيران محترفي القتل والتنكيل، ولعل الصورة المبدعة تحضر في خضم القصيدة الحسينية وهي تستعرض هذه المأساة.

نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست