responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 64

2ـ وحدة الصراع

أي موقف الشاعر من الوجود، فقد امتاز الشاعر الحسيني من سواه بأنه غير مداهن للواقع بسبب أن قضية الحسين (عليه السلام) لاتقبل الا الحقيقة، وهي مرتبطة بالوجدان، فهو لا يراهن على الاشياء الخيالية البحته في الشعر، وعملية الابداع لديه نتاج موقف نفسي مبني على انفعال عميق يستدعي التعجب، إذ تؤشر القيمة الفنية لشعره كلما كانت القصيدة نتاج تفاعل الخارج مع النفس، وبهذا امتاز زمنه النفسي باللاّ استقرار فتارة يجوب الماضي السحيق، وتارة يتحول بسرعة البرق إلى زمنه الحاضر، وتارة يحلق في اجواء المستقبل، وهذه خصيصة تستحق التوقف عند الشعر الحسيني، هذا الامر جعل الشاعر الحسيني رافضاً للواقع دائماً ومتمرداً عليه، وتكاد سمة الرفض أن تكون مهيمنة على الصورة الحسية في الشعر الحسيني؛ لأن الشاعر الحسيني لا يرى الوجود في قضية الحسين الا صراعاً بين الخير والشر، وهو يسير دوماً إلى جانب الخير. يقول الشاعر الشريف الرضي[97]:

كربلا لا زلت كرباً وبلا *** ما لقي عندك آل المصطفى

كم على تربك لمّا صرعوا *** من دم سال ومن دمع جرى

لم يذوقوا الماء حتى اجتمعوا *** بحدا السيف على ورد الردى

ووجوهاً كالمصابيح فمن *** قمر غاب ونجم قد هوى

فبدا الشاعر من استهلال قصيدته رافضا للواقع غير معترف به, وكان سئما منه، فكانت الصور الحسية التي رافقها الانفعال مرئية وحركية وملونة في ان واحد، ليسهم ذلك في تنفيس كرب الشاعر، وازاحة همومه وهو ينتقل من صورة الى اخرى تحت اطار وحدة الصراع أي الموقف من الوجود,وتعد هذه الوحدة اساس الباعث الذي


[97] من لايحضره الخطيب، /187.

نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست