responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 59

ولمّا كان الإنسان هو الإنسان في كل مكان بوصفه مستقر الاحاسيس والعواطف، وهو ذو موقف من كل ما يخدش أو يُعَكُّر صفو الإنسانية، فأن قضية الحسين (عليه السلام) تناغمت مع الوعي الجمعي الإنساني، وأصبح النص الحسيني محافظاً على الوحدة الحيوية أو(وحدة الشعور) حتى وان تُرجِمَ نص لشاعر أجنبي كتب عن قضية الحسين (عليه السلام)، فالعجيب أن تأثير النص وجدانياً في المتلقي لا يفقد قدرته أو رونق احساسه حتى بالترجمة، وهذا دليل على إنسانية النص الحسيني وعالميته في آن واحد. وهذا ما أكده الشعراء المسيح.

فلنتأمل ظاهرة الشجن التي ظلت عابرة الازمنة الى قصائد الشعراء في كل مكان وزمان، فمثلا يقول الشاعر[91]:

أنعاه للغارة الشعواء قد فجعت *** بمن يعزُّ على الغارات منعاهُ

ابكيه للّيلةِ الضلماء يَقْطَعُها *** تَهَجُّدا وهو باكٍ في مُصَلاّهُ

فالشاعر اتكأ على الف الاطلاق والهاء لتكون منفذا ومتنفسا لآهاته وهو يتذكر مصاب الامام (عليه السلام)، فكان الشجن يفوح من فم الابيات وكانت الصور الحسية اللونية والسمعية عبر مفردتي (الظلماء) و(باك) ترسم لنا حالة الامام (عليه السلام)، وتومىء الى الزهد والتقاة وانقطاعه لله سبحانه وتعالى، فكيف يقتل؟ هذا ما تساءله الشاعر، ونجد ظاهرة الشجن عند آخر فهو يقول[92]:

ياغريب الديار قلبي على الغربة *** جاث جنب الضريح مقيم

كلما طاف موكب انا ياجد *** مع الحشد نادب مكلوم

فوق وجهي وقائع الطف تبدو *** واضحات، وفي عيوني تغيم


[91] ديوان الفرطوسي: 68.

[92] تراتيل في احباب الله: عبد الهادي الحكيم:2/ 227

نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست