وغيرها، وإن أدّى صموده إلى ما أدّى، ولم ترض الأمّة بالتضحية بجيل واحدٍ
فخسرت خمسين جيلاً والقافلة مستمرّة.
وأمّا سعادة الدنيا فليست مقتصرة على هذا الجانب ولعلّه يحصل على المال والملاذ
ويخسر أموراً أخرى أهمّ منها بكثير كما هو الحاصل في بلاد الغرب اليوم إذ ربحوا
التكنلوجيا وخسروا العفاف.
إنّ بني أميّة ومن أسّس لهم ومن سار على دربهم قد فضحوا أنفسهم بما صدر
عنهم من أفعال تنمّ عن طبيعة المبادئ التي تقوم عليها نفسياتهم وسياساتهم ودوافع حكمهم.
وبنو أميّة بالخصوص قد حال يوم الطف بينهم وبين مرامهم واستمرار رغيد عيشهم
إذ كشفت تلك الزمرة المنحرفة عن معتقدها ودخيلتها وواقع إيمانها بالله والمعاد وعن
حقيقة المجتمع الذي تريد إقامته تحت ظلّ حكمها وعن الهدف الذي تبغيه من وراء هذا
الحكم وإنّه يصبّ في مصلحة مَنْ؟
أعربت عن أنّها حكومة الظالمين والفراعنة، وأنّها لا تتقيّد بقانون دين ولا
قانون عُرف وليس لها دوافع إنسانية، أو أخلاقية.