responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسلم بن عقيل عليه السلام نویسنده : البغدادي، محمد    جلد : 1  صفحه : 119

أيّام خلافتهم ــ السجّاد والباقر والصادق عليهم السلام، وقد سار على نهج هؤلاء الأئمّة وتأثّر بتوجيهاتهم من ذريّتهم وشيعتهم ــ.

وهناك من قاوم بني أميّة وإن لم يكن من تيّار أهل البيت إلاّ أنّه تأثّر بنهجهم في كيفيّة إدارة الصراع مع بني أميّة، إذ استوعب الدرس من أهل البيت في أنّ بني أميّة لا يفهمون غير لغة السيف، إذ لا يحملون بين جوانحهم غير فكر الجاهلية وهمومها، وأين هم من أهداف الأنبياء والربّانييّن.

لقد كسر الأئمّة الأبرار ــ الخلفاء الحقّ لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ــ طوق الرعب الذي ضربه بنو أميّة حول الأمّة التي أصابها الهلع والتذبذب والتحيّر، فالأمّة التي حاربت مع النبي على التنزيل، بدأت تحارب مع الوصيّ وخلفائه على التأويل[135]، فالقرآن والكعبة والصلاة وأحكام الإسلام باقية بأسمائها دون محتواها، قد أفرغ آل أميّة تلك الحقائق من الهدف الذي شرّعت لأجله وتركوا الأمّة تحمل اسم الإسلام دون مضمونه.

الأمّة تمرّدت على الأصنام وعلى زعماء مكّة لأجل الله، ثمّ عادت تخنع تحت نفس أولئك الزعماء بنفس الأفكار والمحتوى غير أنّ المظاهر بقيت مظاهر إسلامية.

انظر إلى هذه المحاورة بين معاوية وابن عباس:

يقول معاوية ــ بعد كلام تقدّم منه ــ : فإنّا قد كتبنا في الآفاق ننهى عن ذكر مناقب عليّ وأهل بيته فكُفّ لسانك.


[135] راجع مصادر الحديث النبوي في أنّ عليّاً عليه السلام يقاتل على التأويل كما قاتل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على التنزيل؛ فضائل الخمسة من الصحاح الستّة للفيروزآبادي: ج2، ص349.

نام کتاب : مسلم بن عقيل عليه السلام نویسنده : البغدادي، محمد    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست