responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطفيات نویسنده : المصلاوي، علي كاظم    جلد : 1  صفحه : 49

وقتلوا ابن بنته وسبوا بناته وعياله بصورة غير انسانية.

أما المحور الرئيس الثالث فقد مثل الشاعر بكل أفراحه وآلامه وصبره وفخره وغضبه وتهديده بالثأر من قتلة الحسين عليه السلام، وكان هذا المحور متواشجاً كليّاً مع المحورين السابقين، فلم يفرده الباحث بل عمد على مجاراة الشاعر في انفعاله بحسب المواقف التي طرحها المحوران السابقان.

فعلى صعيد المحور الأول قد اتخذ الشريف الرضي طرقاً للدخول إلى موضوع طفياته أهمها التذكير بيوم استشهاد الحسين عليه السلام وهو يوم عاشوراء، ثم يأخذ بالتحدث عما جرى فيه، فكأنَّ ذكر اليوم هو الشرارة التي توقض أو تشغل انفعالات الشاعر ومشاعره لتكون مدخلاً أو نافذة للتنفيس عن ألمه وحزنه، فتراه يقول: [94]

فقُلْتُ: هَيْهاتَ فاتَ السَّمْعُ لائِمَهُ ***   *** لا يُفْهَمُ الحُزْنُ إلّا يومَ عاشورِ

يَوْمٌ حَدا الظَّعْنَ فيه لابنِ فاطِمَةٍ ***   *** سِنانُ مُطَّرِدٍ الكَعْبَيْنِ مَطْرورِ

وَخَرَّ للمَوْتِ لا كَفُّ تُقَلِّبُهُ ***   *** إلا بِوَطْءٍ مِنَ الجُرْدِ المَحاضِيرِ

ظَمْآنَ سًلّى نجيعُ الطّعنِ غُلّتَهُ ***   *** عَنْ باردٍ من عُبابِ الماءِ مَقْرورِ

كأنَّ بيضَ المَواضِي، وَهيَ تنْهَبُهُ! ***   *** نارٌ تَحَكّمُ في جِسْمٍ مِنَ النّورِ

للهِ مُلْقًى على الرَّمْضاءِ عضَّ بِهِ ***   *** فمُ الرَّدى بَيْنَ إقْدامٍ وتَشْمِيرِ

تَحْنو عليْهِ الرُّبى ظلاّ، وتَسْتُرُه ***   *** عَنِ النّواظِرِ أذيالُ الأعاصِيرِ

تَهابُهُ الوَحْشُ أنْ تَدْنُوا لمَصْرَعِهِ ***   *** وَقَدْ أقامَ ثلاثاً غيرَ مَقْبُورِ

لقد صور الشريف الرضي مصرع الحسين عليه السلام بصورة مباشرة، تاركاً تفاصيل نزوله وظعنه وأصحابه أرض كربلاء، والقصة الطويلة للمعركة غير المتكافئة بينه وبين أعدائه، مهتماً بلحظة وقوعه ووطء الخيول له وظمئه الذي سلى غليله طعن المدى المتكاثف، وهو والحالة هذه يشبِّهُهُ الشاعر بجسم من النور تحكمت فيه النار،


[94] ديوان الشريف الرضي: 1/488.

نام کتاب : الطفيات نویسنده : المصلاوي، علي كاظم    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست