وكثيراً ما كان الشاعر يلجأ إلى
التصريع الداخلي أو ما يعرف بـ(تجديد المطلع)[92] فيها وذلك ليشد المستمع
لما يطرحه، ويزيد من انتباهه مع تمدد القصيدة بشكل واضح.
وهو والحالة هذه أشبه بمحطات استراحة ينطلق عقب كل محطة
إلى مسافة شعورية انفعالية جديدة. وهو إلى جانب ذلك استعمل مختلف الأساليب التركيبة
والبيانية والإيقاعية مما يجعلها نشيداً متردداً على طول الدهر، فلا زالت تقرأ هذه
القصيدة، فتثير مشاعر الحزن، وتستفز مكامن الدمع.
وقد بدأها
الشاعر بنداء محذوف موجه إلى كربلاء المكان الذي حدثت فيه واقعة الطف، ثمَّ يسترسل
عبر هذه النافذة ليسرد ما وقع فيها من حوادث قتل وسبي وانتهاك حرمات الرسول صلى
الله عليه وآله وسلم الذي لم يرعوا له رعياً ولم يوفوا له عهداً، ويصوره الشاعر
غاضباً أشد الغضب لفعلتهم النكراء شاكياً إلى الله تعالى ما صنعوه بأهل بيته
الكرام. ثم يختمها بقوله على لسان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهو يخاطب الله
سبحانه وتعالى:[93]