إذا كان
قوام الشعر العربي هو القصيدة [30]، فإن الحديث عن بناء القصيدة ومراحل تكوينها لا ينصرف
إلا إلى القصائد الطوال التي تتعدد فيها الموضوعات وتسير على نظام معين ونسقٍ
موروث سنَّه القدماء منذ عهد متقدم في الجاهلية، وتبعه المتأخرون في صدر الإسلام
وسار على نهجهم كثير من شعراء العصر الأموي والعباسي على تفاوت في مقدار التبعية
والالتزام.[31]
وحسبنا أن نقول ان هذا النظام لم يكن عشوائياً وإنما كان منظماً ومرتباً ومراعياً
في ذلك المستمع أو المتلقي. وهذه الأجزاء التي يتألف منها بناء القصيدة الهيكلي،
والتي سنعرض لها بشكل موجز هي:
1
ـ المطلع
لقد اهتم
النقاد القدامى بالمطلع، فهو إلى جانب تمثله الناحية الموسيقية المتأتية من
"تصيير مقطع (آخر) المصراع الأول في البيت الأول من القصيدة مثل
قافيتها"[32]
فانهم يعدونه ضرورة لازمة في بناء القصيدة لأنه مذهب الشعراء المطبوعين المجددين،
وكانوا