شعر
الشعراء الذين نالهم حبُّ الحسين فرثوه بأحسن ما استطاعوا قولاً وما دبَّجوه من
بيان. وقد كان الشريف الرضي هو الموحي للباحث بهذا المصطلح، إذ جاء على شاكلة
حجازياته الشهيرة والتي سارت "على نسق مع هاشميات الكميت، وخمريات أبي نؤاس،
وزهديات أبي العتاهية"[21] والحجازيات كما هو معروف عنها
"المقطعات الشعرية التي لها وجه اتصال بالحجاز مباشرة أو بالتأدية إليه"[22].
ويمكن أن
أضيف سبباً آخر لدراسة الطفّيّات عند الشريف الرضي وهو نسبه الشريف المتَّصل
بالحسين عليه السلام مما يضفي وقعاً خاصاً لبنية القصيدة مما لو لم ينتسب حقيقة
له.وفوق هذا وذاك فان الشريف الرضي شاعرٌ ممسك بإحكام أدواته الشعرية، فهو كما قال
الثعالبي فيه: "إنه أشعر الطالبيين…. ولو قلت أنه أشعر قريش لم أبعد عن
الصدق…"[23]، وقال في مراثيه "ولستُ أدري في شعراء
العصر أحسن تصرفاً في المراثي منه"[24] وقال فيه الدكتور زكي مبارك: "الشريف
الرضي أفحل شاعر عرفته اللغة العربية، وأعظم شاعر تنسَّم هواء العراق"[25] وقال فيه الدكتور البصير: "انه
[21] حجازيات الشريف الرضي: 25، د. مصطفى كامل
الشيبيّ. ضمن كتاب الشريف الرضي دراسات في ذكراه الألفية.