استقطبت
كربلاء بما امتلكت من معاني روحية سامية، وقيم ومثل أخلاقية قل نظيرها في التاريخ
العديد من الجموع الزاحفة نحوها بهدف الزيارة أو السكنى بجوار قبر الحسين عليه
السلام فضلاً عن سعيهم للتزود العلمي والديني أو الاثنين معاً، مما أدى عبر تاريخ
كربلاء الحضاري إلى ظهور أسر علمية بقي أفرادها بهذه المدينة جيلاً بعد جيل ينقلون
معهم التراث الفكري والعطاء العلمي والأدبي للآباء والأجداد، ويحافظون على طابع
أسرهم العلمي ومسلكها الروحي عقباً بعد عقب[418].
ومن هذه
الأسر أسرة أبي الحب التي استوطنت مدينة كربلاء في القرن الثاني عشر الهجري، وهي
تنتسب لقبيلة (آل خثعم) التي كانت تقطن الحويزة، واشتهر أفرادها بالفضل، والأدب،
ونظم الشعر. ومن أعلامهم البارزين بالخطابة والشعر الشيخ محسن بن الحاج محمد أبو
الحب الذي ولد في كربلاء ونشأ بها ترعرع[419].
وقد اختلف
في سنة ولادته فمنهم من ذكر انها سنة 1235هـ[420]؛ وقيل أنها سنة
[418] ينظر تاريخ الحركة العلمية في كربلاء: 216،
217.
[419] ينظر معجم خطباء كربلاء: 247، تاريخ الحركة
العلمية في كربلاء: 236، تراث كربلاء: 156. والبيوتات الأدبية في كربلاء: 27ـ28،
وديوان أبي الحب الشاعر العراقي الكبير:7.