responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطفيات نویسنده : المصلاوي، علي كاظم    جلد : 1  صفحه : 119

المباركة[291]، ثمَّ يقول:

ومعشر راودتهم عن نفوسهــم ***   *** بيض الظبا غير بيض الخرد العربِ

فهو يأخذ وينتقي من قصة يوسف مرة أخرى موقفاً آخر يقابله بموقف أصحاب الحسين عليه السلام، فقابل بين مراودة (زليخا) امرأة العزيز ليوسف عليه السلام وكادت أن تهم به ويهم بها ومراودة بيض الظبا لنفوسهم، ثم يقول:

فأنعموا بنفوس لا عديل لهــا ***   *** حتى أسيلت على الخرصان والقضبِ

فانظر لأجسادهم قد قدَّ من قبل ***   *** أعضاؤها لا إلى القمصان والأهـبِ

إن أصحاب الحسين عليه السلام لم يقد قميصهم من دبر بل من قبل إشارة أو كناية عن شجاعتهم وإقدامهم وعدم مهابتهم للعدو فضلاً عن مقابلة الموت وجهاً لوجه، أما في حالة يوسف عليه السلام فكان قد القميص فيه خلاف على أثره كانت براءة يوسف إذ قد قميصه من دبر، فتلحظ بهذه المقاربة البون الشاسع بين قصة يوسف عليه السلام وأحداثها وما جرى على الحسين عليه السلام وأصحابه النجباء، ويعقب الشاعر هذه المقاربة الموضوعية بمقاربة أخرى لطيفة، وهو قوله:

كل رأى ضر أيوب فما ركضـت ***   *** رجل له غير حوض الكوثر العذب

قامت لهم رحمة الباري تمرضهم ***   *** جرحى فلم تدعهم للحلف والغضب

إن هذه المقاربات تحتاج إلى قارئ له اطلاع غير قليل على التاريخ والقصص الديني حتى يتمكن من فهم مقصد الشاعر وإلا كانت صورة يلفها الغموض والإبهام وتثير علامات التساؤل أكثر ما تثير في نفسه الإعجاب، ولعل هذه السمة كانت بارزة عند شاعرنا الشيخ صالح الكواز الحلي وقد نجح بشكل كبير في توظيف الموروث في شعره لا على سبيل التضمين والاقتباس فحسب بل على إعادة بناء ذلك الموروث بصورة أملتها عليه تجربته الشعرية وإبداعه الخاص.


[291] يوسف:12.

نام کتاب : الطفيات نویسنده : المصلاوي، علي كاظم    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست