responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نصرة المظلوم نویسنده : المظفر، حسن بن عبد المهدي    جلد : 1  صفحه : 9

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله، وله الحمد على جزيل نواله، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد وآله.

وبعد فبينا أنا واقف موقف الاندهاش والحيرة - أسوة كثير من أهل الدين - لما وقع في الحرمين الشريفين وما والاهما من المنكرات، بهدم المشاهد والمزارات، وذلك في أول شهر المحرم من هذا العام[1]، حيث يقام التذكار الحسيني المحزن، وكفى به جالباً للوجد


[1] لم يذكر المؤلف سنة تأليف الكتاب إلا أنه أرخ كتابه بسنة هدم القباب، والمعروف أنه سنة 1343هـ، حيث أقدم هؤلاء الطغاة على تنفيذ تهديدهم في رفع (البدع) ــ كما أطلقوا عليها ــ وهي رفع المزارات المباركة لأئمة البقيع، حيث هدموا قبابها، وهتكوا حرماتها.

ويؤرخ العلامة المحقق السيد محسن الأمين العاملي قدس سره لهذه الفاجعة الكبرى بقوله: «لما دخل الوهابيون إلى الطائف هدموا قبة ابن عباس، كما فعلوا في المرة الأولى، ولما دخلوا مكة هدموا قباب عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبي طالب عمه، وخديجة أم المؤمنين، وخربوا مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومولد فاطمة الزهراء عليها السلام.

ولما دخلوا جدة هدموا قبة حواء وخربوا قبرها، كما خربوا قبور من ذلك أيضاً، وهدموا جميع ما بمكة ونواحيها وجدة ونواحيها من القباب والمزارات والأمكنة التي يتبرك بها.

ولما حاصروا المدينة المنورة هدموا مسجد حمزة ومزاره، لأنها خارج المدينة، وشاع أنهم ضربوا بالرصاص على قبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولكنهم أنكروا ذلك.

ولما بلغ ذلك مسامع الدولة الإيرانية اهتمت له غاية الاهتمام، واجتمع العلماء وأكبروا ذلك، وجاءتنا إلى دمشق برقية من خراسان من أحد أعاظم علماء المشهد المقدس بالاستعلام عن حقيقة الحال، ثم قررت الدولة الإيرانية ــ بموافقة العلماء ــ إرسال وفد رسمي إلى الحجاز لاستطلاع حقيقة الحال، فرفع الوفد إلى دولته تقريراً بما شاهده في الحجاز من أعمال الوهابيين.

ولما استولوا على المدينة المنورة خرج قاضي قضاتهم الشيخ عبد الله بن بليهد من مكة إلى المدينة في شهر رمضان سنة 1344هـ، ووجه إلى أهل المدينة سؤالاً يسألهم فيه عن هدم القباب والمزارات، فسكت كثير منهم خوفاً، وأجابه بعضهم بلزوم الهدم.

ولما شاع في الأقطار الإسلامية ما فعلوه في الحجاز بقبور أئمة المسلمين ومشاهدهم أكبر المسلمون ذلك وأعظموه، سيما ما فعلوه بقبة أئمة البقيع، وجاءت برقيات الاحتجاج على ذلك من العراق وإيران وغيرها، وعطلت الدروس والجامعات، وأقيمت شعائر الحزن في هذه البلدان احتجاجاً على هذا الأمر الفظيع».

فالسيد الأمين كان شاهداً على المأساة يسجّل وقائعها ودقائقها في كتابه.

ولا تغفل عمّا سجّله الشريف عبد الله بن حسن باشا أمير ظفار في كتابه (صدق الخبر في خوارج القرن الثاني عشر) حيث يقول: «ثم أمر المفتي بأن يفهم الناس لكي يذهبوا صباحاً لهدم القباب وطرح الأصنام، حتى لا يكون لهم معبود غير الله، فلما أسفر الصباح ذهب الوهابيون وأجبروا كثيراً من الناس على مساعدتهم...».

هذه المأساة التي وقعت في الحرمين الشريفين تشير إلى تحالف وهابي غربي من أجل طمس المعالم الإسلامية، وقطع رابطة الأمة برموزها، فشخوص المراقد المقدسة تعيد إلى الأذهان التأريخ المتضرج بالدماء، وما الذي وقع على صاحب هذا المرقد أو ذاك من ظلم وتنكيل وقتل وتشريد، ومَن الذي أوقع هذه الانتهاكات، وما الذي دعاهم إلى ذلك، وما هو دور الأمة في دفع مثل هذه المظالم على مثل هذه الرموز وأتباعهم، وما الذي يستذكره الواقف على مثل هذه المراقد، وكيف تشحذ هذه المزارات همم الزائر وتهيج عواطف الناس، ومن ثمّ فإن نتيجة كل هذه التداعيات النفسية لدى الزائرين هو الهياج الثوري الذي يستتبع عنده التغير للأصلح ورفض الظلم، ونبذ كل أنواع السيطرة اللامشروعة التي ارتكبها الظالمون، والسعي إلى منع ما يستجد من مثل هذه الحالات والمظاهر.

وبالتأكيد، فإن الاستعمار الغربي يسعى إلى إطفاء هذا التوهج الثوري الذي تعتمله نفوس شيعة أهل البيت بفضل ارتباطهم بساداتهم عليهم السلام، لذا عمدوا إلى استعمال مطية التكفير الوهابي الأهوج، لتنفيذ غاياتهم ومراميهم.

نام کتاب : نصرة المظلوم نویسنده : المظفر، حسن بن عبد المهدي    جلد : 1  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست