responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نصرة المظلوم نویسنده : المظفر، حسن بن عبد المهدي    جلد : 1  صفحه : 68

إلى هيئتهم المنكرة بزعم هذا الرجل، لأنّها وثبات وزعقات.

بالله عليك، أي فرق بين مواكب زائري سيد الشهداء، الذين يختلط بهم مثل الوحيد البهبهاني، أستاذ الكلّ في الكلّ، وهو لا يعرف ما يقولون بمادته ولحنه، وبين مواكب اللطم في نفس الوثبات والزعقات، التي أنكر الكاتب عليها؟!.

اللهم أني لا أجد فرقاً بين وثبات الموكب وبين الهرولة في السعي، إن لم تكن تلك أهون، ولا بين التلبية وبرفيع الصوت وبين ألحان المواكب.

ومن المواكب..

موكب السلاسل

وهو يتألف من جماعة من الرجال، مكشوفي الظهور والرؤوس فقط، بأيديهم سلاسل الحديد، يضربون ظهورهم بها بدل الأيدي، عليهم الثياب السود، وأمامهم وخلفهم الأعلام المسودة، يمشون بهدوء وسكون، لا يتواثبون ولا يزعقون، ينشدون - وهم بتلك الحال - أناشيد الحزن، ويخرجون صفوفاً متكاتفة، مخترقين الأزقة والجوادّ العمومية[72].

وهذا لا ريب في كونه أجلى من موكب لدم الصدور باليد، في كونه مظهر الحزن


[72] إن المتابع لسيرة هذه المواكب ــ كالزنجيل مثلاً ــ يجد أن هؤلاء المشاركين قد انتظموا ضمن صفّين متوازيين، ويرفعان أيديهما ويقدمان أرجلهما على إيقاع واحد من النغمات الشجية المحزنة، أي ضمن هيكلية تنظيمية يعجز عنها أكبر جيش في العالم أن يقتفي أثر هذه المواكب، فهي تراعي نظاماً مرسوماً لها من قيادة أسست لها هذا النظام، وسارت عليه هذه المجاميع منذ عقود، فهل تجد في كل تنظيمات العالم مثل هذه الدقة والاحترام للنظام وتقنين المسيرة ضمن هدفية واحدة؟ فأين الغوغاء من هذا، وأين التخلف يا ترى؟!.

بل إن هذه المواكب تربي أتباعها على حب النظام والحفاظ عليه، وتؤسس في نفوسهم احترام القانون بكل جزئياته، وهذه إحدى فوائد الشعائر الحسينية.

نام کتاب : نصرة المظلوم نویسنده : المظفر، حسن بن عبد المهدي    جلد : 1  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست