وذلك أن "لم" عامل يلزم
معموله، ولا يفرق بينهما بشيء، و"إن" يجوز أن يفرق بينها وبين معمولها
معمول معمولها، نحو: إن زيداً يضرب أضربه. وتدخل أيضاً على الماضي فلا تعمل في
لفظه، ولا تفارق العمل، وأما "لا" فليست عاملة في الفعل، فأضيف العمل
إلى "إن"[789].
والكلام حول
حروف الجزم: لم ولما وألم وألما ومتى وأين وغيرها, لا يقل عما في "إن"
من حيث الأحكام والمعاني[790],
كالنظر إلى العلاقة بين إن وإذا ولو, لأن فيها أبحاثاً كثيرة تتعلق بالمعنى, فـ(إن
وإذا) للشرط في الاستقبال لكن أصل (إن) عدم الجزم بوقوع الشرط فلا يقع في كلام
الله تعالى على الأصل إلا حكاية أو على ضرب من التأويل, وأصل (إذا) الجزم بوقوعه فـ(إن
وإذا) يشتركان في الاستقبال بخلاف لو, ويفترقان بالجزم بالوقوع وعدم الجزم به وأما
عدم الجزم بلا وقوع الشرط فمشترك بين إذا وإن, ولأن أصل "إن" عدم الجزم
بالوقوع كان الحكم نادراً لكونه غير مقطوع به في الغالب موقعاً لـ(إن), ولأن أصل (إذا)
الجزم بالوقوع غلب لفظ الماضي لدلالته على الوقوع قطعاً نظراً إلى نفس اللفظ وإن
نقل إلى معنى الاستقبال مع (إذا), مثل: "فإذا جاءتهم" أي قوم موسى
"الحسنة" كالخصب والرخاء "قالوا لنا هذه" أي هذه مختصة بنا
ونحن مستحقوها "وإن تصبهم سيئة" أي جدب وبلاء "يطيروا" أي
يتشأموا "بموسى ومن معه" من المؤمنين, وذلك في قوله تعالى: